الأسرة هي الحضن الدافئ حيث يجد الإنسان الحنان و التفهم و الملجأ الأمن من قسوة
الحياة اليومية وصعوبة العالم الخارجي لكن أحيانا وبسبب الأفكار الخاطئة لبعض
الأباء يتحول هذا الحضن إلى جحيم أرضي يتعرض فيه الأبناء لكل أنواع الإذلال
و الضرب و القسوة و التجاهل من طرف الأباء الذين لا يعرفون سوى العنف
كوسيلة للتعامل مع فلذات أكبادهم بعض الحكايات للأبناء التي تتكلم عن طرق
العقاب ومواقف الإهانة و الإذلال التي تعرضون لها على مر السنوات
من الطفولة وحتى الشباب تجعلنا نتسأل هؤلاء أباء أم جلادون هل هذا
هو الأب الذي من واجبه حماية أبناءه جسديا ومعنويا و السهر على راحتهم
ومالذي يدفعه لكل هذه المعاملة القاسية إتجاههم وهم أضعف منه
الكثيرين منهم يعتقدون أن القسوة المفرطة هي التي تصنع الرجال
وأن كل تلك المعاناة هي في صالح أبناءهم لصلب عودهم
بينما يعتقد أخرون أن الاحترام لشخصهم كآباء يأتي بتعاليهم عن باقي أفراد
الأسرة حيث لابد أن يعم الصمت بحضوره ولا يتكلم أحد إلا بإذنه
أو يتخذ قرارا مهما كان بسيطا دونه والكل لابد أن يكون تحت سطوته
ابتدأ من الزوجة وصولا إلى الأبناء حيث تكون لحظة وصوله إلى البيت
هي اللحظة التي تقشعر فيها الأبدان وينزوي كل واحد في ركنه
حتى لا يواجه هذا الأب الذي يبخل على أهله بالكلمة الطيبة و الابتسامة اللطيفة
بينما تجد خارج البيت يمنحها لأصدقاء ومعارفه بكل كرم
الأمر المحزن أن هذه التربية القاسية لاتصنع سوى أبناء ضعفي الشخصية
يخشون مواجهة الحياة أو نمادج أكثر قسوة من أباءهم
بينما يبقى الإحترام الخالص هو أبعد ما يحصل عليه الأب
فالعنف و التسلط لاينتج سوى الخوف
هنا نسأل هل قسوة الأباء مبررة أمام قسوة المعيشة
هل يستحق هؤلاء صفة الأب