متى When
كيف How
ومع تقليدية هذه التساؤلات، وأن البعض من أساتذة الإعلام يرى أهميتها فى الدراسات الأكاديمية فى الوقت الذى يرى فيه عدداً كبيراً من كبار الممارسين لمهنة العمل الصحفى أن هذه التساؤلات لم يعد لها القيمة التى كانت عليها قديماً حيث أن معايير صياغة الخبر اختلفت، وأن القوالب الصحفية لم تعد هى الأخرى مناسبة للشكل الخبرى الذى عليه المعلومات فى القرن الحادى والعشرين، فالمعلومة إذا اكتملت تصبح الحاجة معدمة بالنسبة لهذه التساؤلات.
وإن كان الباحث يرى ضرورة أن يكون هناك على الأقل إجابة عن أربعة تساؤلات فقط فى المعلومة حتى يكون لها صفة التمام والكمال هذه التساؤلات هى (من – ماذا – متى – أين) عدا ذلك فقد يكون من باب المتابعة الخبرية الكاملة، والبحث عن لماذا كان الحادث أو الواقعة، وكيف حدث؟؟ ومن هنا فإن الخبر الصحفى قد يكتفى بمعلومة يتم نشرها، هى فى الأساس معلومة لا تحتاج إلى متابعة خبرية، وإنما يأتى النشر بنهاية المعلومة، مثل قيام مسئول بالحكومة بافتتاح أحد المصانع أو المواقع الإنتاجية، وأن بيانات الخبر جاءت من أن المسئول جاء لموقع الإنتاج وافتتح المصنع، وأن التكلفة تراوحت حتى افتتاحه عدداً من الملايين وأن المصنع من شأنه أن يوفر أكثر من (1500) فرصة عمل لمهندسين وفنيين وعمال.
عند هذا قد لا يحتاج القارئ إلى معلومات أخرى، إلا فى حالة أن تشتعل النيران فى المصنع بعد انصراف المسئول ومرافقيه عند هذا تصبح متابعة الحدث واجبة والبحث عن لماذا حدث الحريق وكيف ومن المتسبب فى ذلك، وقد ينتهى الخبر بتصريح لمدير المصنع بأن الماس الكهربى كان وراء الحريق، وقد تقوم بعض الصحف فى البحث عن الأسباب الحقيقية للحدث فتلجأ لعدد من التحقيقات الصحفية مع العناصر المشاركة فى الحدث لمعرفة خلفيات الحدث وإحاطة القراء بكل التساؤلات التى قد يحتاج إليها القارئ.
ومن هنا فقد تكون المعلومة بسيطة، وتنتهى مع نهاية الحدث، وقد لا تكون بسيطة وتحتاج إلى متابعة لفنون تحريرية أخرى أوسع من التناول الخبرى، مثل (التحقيقات، والحوارات، والتقارير، والمقالات)، كما أنه ليس ضرورياً عند صياغة الخبر أن يتم عرض التساؤلات السابقة بالترتيب السابق، فقد يكون عنصر المكان (أين) هو أبرز العناصر فى أحد الأخبار، أو يكون هو اسم الشخصية التى يدور حولها الحدث (مَنْ) وقد تكون الواقعة أو الحدث ذاته (ماذا) هو محور الاهتمام، وقد يكون عنصر الوقت والزمن هو المهم (متى) وهكذا.
أنواع الخبر الصحفى:
يأتى تنوع الأخبار الصحفية نتيجة تنوع الأحداث فى مجالات الحياة المختلفة فضلاً عن التطور البشرى فى العلوم والمعارف والإنجازات والاكتشافات على مختلف أشكالها وصورها، وعلى هذا يمكن تقسيم الأخبار الصحفية من خلال النواحى التالية:
(1) من حيث الموقع الجغرافى:
ووفق هذا المعيار يوجد تقسيمات عديدة للخبر الصحفى، حيث يوجد الآتى:
(أ) الأخبار الداخلية:
وهى تلك الأخبار التى تحدث داخل إطار الدولة التى تصدر بها الصحيفة Home news حيث يضفى هنا عامل المكان أهمية على الخبر لما يمثله من أهمية خاصة لقراء الصحيفة.
(ب) الأخبار الخارجية:
وهى على العكس تماماً من الأخبار الداخلية، حيث أن الأخبار الخارجية هى الأخبار التى تقع خارج البلد الذى تصدر منه الصحيفة، حيث لم تعد اهتمامات الناس مرهونة بما يحدث على أرضها وإنما بما يحدث خارج هذه الدائرة كذلك، مثل البورصة، وأسعار البترول، الصراعات المختلفة والحروب والكوارث والأزمات والاغتيالات وحوادث القتل والإرهاب، كل هذه الأحداث من الأمور التى ترتبط بالمصالح العالمية حيث لا تخص دولة بعينها، وتهتم الصحف بإبراز مثل هذه الأخبار بصرف النظر عن الوطن الذى تنتمى إليه الصحيفة أو المجتمع الذى يقع فيه الحدث.
(جـ) الأخبار الإقليمية:
هى الأخبار التى تحدث وتقع داخل أقاليم الدولة التى تصدر منها الصحيفة مثل حوادث القرى والنجوع، وإن كانت تنتمى إلى منظومة الأخبار الداخلية، إلا أنها تتسم بأنها أكثر خصوصية حيث ترصد طبيعة مكان الحدث مهما كان قربه أو بعده عن العاصمة التى تصدر منها الصحيفة.
ورغم أهمية هذا التقسيم إلا أن هناك عدد من الآراء يؤكد على نسبية هذا التقسيم ذلك أن الخبر الذى ينشر عن حدث فى دولة هو خبر داخلى بالنسبة لصحفها لكنه يعد خبراً خارجياً فيما يتعلق بصحف غيرها من الدول، وعليه فإن الصحف عامة تختلف بطبيعة الحال فى درجة اهتمامها بنوعية الأخبار الداخلية والخارجية، ومن المنطقى أن تعطى الأخبار المتعلقة بقضايا ومشكلات الداخل مساحة تحريرية أكبر من تلك التى تحتلها الأخبار الخارجية ارتباطاً بمعيار موطن الخبر ومكان الصحيفة.
وقد لا يدخل عنصر المكان والتوقيت فى تحديد القيمة الإخبارية فقط بل يدخل هذا العنصر أيضاً فى قياس أهمية نشر الخبر وتفضيله على غيره فى جريدة معينة، فإذا كانت الجريدة تتجه فى الأساس لتلبية الاحتياجات الإعلامية للقراء فى المنطقة التى تصدر بها فإن أهمية الأخبار المحلية تفوق فى أهيمتها الأخبار الخارجية إذا ما تساوت الأخبار من حيث العوامل والقيم الإخبارية الأخرى.
(2) الخبر الصحفى من حيث توقيت الحدوث: يوجد نوعان من الأخبار وفق هذا التقسيم فهناك الخبر الذى يتوقعه المحرر الصحفى، وهناك أيضاً الخبر الطارئ، أو الخبر غير المتوقع.
(أ) الخبر المتوقع:
هو ذاك الخبر الذى يعلم بحدوثه المحرر الصحفىويتوقعه حيث أن له ميعاد محدد، ومعروف مقدماً، مثل افتتاح لمسئول لمصنع للحديد والصلب بشمال سيناء الأسبوع المقبل، أو السبت القادم، أو يفتتح غداً، أو يفتتح صباح اليوم. ومن أمثلة هذه الأخبار الاجتماعات والزيارات والمباريات، والمقابلات السياسية، وافتتاح المواقع والمؤسسات الإنتاجية المختلفة.
(ب) الخبر غير المتوقع (الطارئ):
وهو ذاك الخبر غير متوقع الحدوث، ولا يوجد له ترتيب مسبق فهى تقع دون مقدمات، وبالتالى فهى لم تكن متوقعة من الصحفى أو حتى من الصحيفة التى ستقوم بتغطيتها، ومن هنا فإن التسابق بين الصحف يكون فى سرعة نشر التفاصيل غير المعلنة عن الحدث غير المتوقع وأسباب وقوعه بما يحقق السبق الصحفى والانفرادات التى يتطلع إليها القراء.
(3) الخبر الصحفى من حيث مضمونه:
يوجد أيضاً نوعان لهذا التقسيم حيث ينقسم إلى الأخبار البسيطة، وكذلك الأخبار المركبة. (أ) الأخبار البسيطة: وهى نوعية الأخبار التى
تدور حول واقعة واحدة مهما تعددت تفاصيلها، ولا تحتاج إلى تفسيرات من جانب المحرر لكونها بسيطة ومعلومات موجزة، مثل افتتاح وزير الصحة لمستشفى المنصورة الدولى الذى تكلف (15) مليون جنيه، ومجهز بأحدث الأجهزة الطبية والمعملية، وأن المستشفى الجديد يستقبل يومياً مئات الحالات فى تخصصات الطب المختلفة.