تمكن مرصد الفضاء "هيرشل" Herschel Space Observatory الذي يدور حول الأرض خارج غلافها الغازي وأطلق بواسطة وكالة الفضاء الأوروبية "ايسا" ESA بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" من الكشف عن أصل الغبار الكوني الذي يقذف من النجوم " المستعرة" أو المتفجرة Supernova والتي تقدر بحوالي 160 ألف - 230 ألف مرة من كتلة الأرض من الغبار والأتربة والغازات، التي أجابت عن حقيقة تركيب الكون في الفترة الأولى من عمر الكون.
الفلكي " باول جولد سميث" Paul Goldsmith من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية، في باسادينا، أكد أن دراسة الكون والغبار الكوني من خلال الأشعة تحت الحمراء باستخدام المرصد الفضائي "هيرشل" قد كشف لنا حقيقة الغبار الكوني والكثير من الأسرار الكونية العميقة والمهمة.
يتألف الغبار الكوني من ذرات مختلفة مثل الأوكسجين والكربون والحديد وذرات أخرى أثقل من الهيدروجين والهليوم، وهي المادة الخام التي تشكلت منها أجسادنا نحن البشر وكذلك الكواكب السيارة، كما أنها المادة الأساسية التي تشكلت منها النجوم في الكون. كما تمخضت عن هذه الذرات الغبارية النجوم والشمس والكواكب السيارة التي تدور حولها التي نشأت في نفس الفترة الزمنية تقريبا.
تساءل الفلكيون منذ عقود حول كيفية نشوء الغبار الكوني في المراحل الأولى من عمر الكون أي قبل تشكل النجوم وحدوث النجوم المستعرة التي تعتبر مصدر ذرات الغبار الكوني في العصر الحالي، إلا أن تلسكوب الفضاء "هيرشل" تمكن من حل اللغز والكشف عن الآلية التي أدت إلى تشكل الغبار الكوني في المراحل الأولى من عمر الكون.
الباحثة المسؤولة في معهد تلسكوب الفضاء من "بالتيمور" Baltimore في ميريلاند " مارجريت ميكسنر" Margaret Meixner أكدت أن العناصر التي تشكلت منها الأرض التي نقف عليها تشكلت من ذرات نشأت في باطن النجوم، وأصبحت لدينا فكرة جيدة وواضحة عن كيفية تشكل الذرات الغبارية في الكون وأدت إلى نشوء الأرض والحياة.
