السلامHello! عليكم ورحمة اللهHello! و بركاته
نظريات تشكيل البيديمنتات
يمكن تقسيم النظريات التي تقدم بها الباحث لتفسير نشأة البيديمنتات الصخرية إلى قسمين :
القسم الأول :
يشمل النظريات التي تؤكد فعل الماء الجاري ، وبصفة خاصة ، النحت الجانبي بواسطة فيضانات الأودية Steam-Floods و الفيضانات الغطائية Sheet-Floods .
القسم الثاني :
يحوى النظريات التي رغم اعترافها بالدور المضيف الذي يقوم به الماء الجاري ، إلا أنها تعطي عوامل وعمليات أخرى دورا أهم وأعظم . وهذه ندعوها النظريات المركبة.
أولاً : نظريات التعرية المائية :
نظرية ماك جي :
لعل أقدم نظرية في هذا الشأن ، هي نظرية ماك جي W.G.Mc Gee (1897)7 م، الذي عزى تشكيل الأسطح الصخرية الصحراوية ، التي تتميز بالانحدار أو الاستواء إلى تعرية الفيضانات الغطائية Sheet-Floods .ويبدو أن هذه العملية مسئولة عن تكوين بعض تفاصيل أسطح كثير من البيديمنتات ، لكن الفيضانات الغطائية ، لا يمكن اعتبارها بأي حال للأسباب التي سبق لنا ذكرها العامل المشكل الوحيد للبيديمنتات ، ولا حتى العامل المعدل الوحيد .
أما فيضانات الأودية Stream-Floods ، فمن الممكن أن تكون أكثر نشاطا وفاعلية فوق كثير من منحدرات البيديمنت . ذلك أن الباحثين بالشين وباي Balchin and Pye" 1955 " يذكران أن بيديمنتات صحراء سونوران Sonoran في ولاية أريزونا تتميز بأسطح تزركشها الروابي والآكام Hummockysur Face ، فهي ليست بأي حال ملساء ، كما شاهدها ووصفها معظم البحاث . بل أنها تبدو مقطعة محددة بقنوات يصل عمقها إلى نحو 6 متر .
نظرية جونسون :
نشر جونسون D.W.Johnson دراسته للأسطح الصخرية في المناطق الجافة عام 1932 م . وقد ركز جونسون اهتمامه على الموقع الانتقالي للبيديمنتات فيما بين :
1- أراضي مرتفعة ممزقة ، فيها تنشط المجاري المائية في النحت الرأسي ، مشكلة لخوانق شديدة انحدار الجوانب .
2- أراضي منخفضة (محيط البيديمنتات) ، حيث يتم ارساب المواد الفيضية على نطاق واسع .
وتبعا لذلك فإن البيديمنتات تقع في ذلك النطاق الانتقالي ، حيث تعاني المجاري المائية الصحراوية تغيرا من حالة الحمولة الناقصة (نحت في النطاق الجبلي) إلى حالة الحمولة الزائدة (الارساب في محيط البيديمنت) .
وبعبارة أخرى فإن ما يجري فوق أسطح البيديمنتات هي الأجزاء من المجاري المائية التي تتصف بأنها ليست ناقصة الحمولة Under Loaded وليست زائدة الحمولة Over Loaded ، لكنها تكون مكتملة الحمولة Fully Loaded ، أي أن طاقة المجاري المائية تستهلك كلها في تحريك الحمولة ، ولا يكون هنالك فائض من أجل القيام بالنحت الرأسي . وقد ارتضى جونسون ، مثلما اقتنع جلبيرت Gilberl (1909 م) بأن مثل هذه المجاري المائية المتعادلة تقدر على النحت الجانبي فقط ، وبهذا تمكن جونسون من تفسير المظهر التحاتي المستوى لكثير من أسطح البيديمنتات .
ويقول جونسون أنه من الممكن اختبار نظريته في الحقل ، فالمشاهدات الحلقية تعززها ففي المخارج الخليجية الشكل حيث تدلف المجاري المائية إلى البيدمونت (وحيث ينبغي أن يحدث التغير من حالة الحمولة الناقصة إلى حالة الحمولة الكاملة) ينبغي أن ينشئ النحت الجانبي بيديمنتات يتصف مقطعها الموازي للاتجاه العام لواجهة الجبل بالتحدب الطفيف ، رغم أن مقطعها المتعامد على اتجاه الواجهة يظل واضح التقعر .
ويقول جونسون بوجود المراوح الصخرية Rock Fans ، وهو التعبير الذي أطلقه على أشباه المخروطات المسطحة ، فعلا في الحقل ، وذلك في المناطق الصحراوية التي درسها . لكنه اعترف بأن التعرف عليها ليس سهلا دائما ، وذلك بسبب تغطيتها بطبقة من المفتتات الصخرية ، التي تتسبب أيضا في اظهارها بمظهر يماثل المراوح الرسوبية الفيضية . ويقول جونسون بوجود قنوات ، تدعى غالبا باسم منخفضات البييدمونت Piedmont Depressions على كلا جانبي المروحة الصخرية وهي تحدد مجاري فيضانات الأودية الحالية . وفي رأيه أن هذه القنوات تصاحب عملية التراجع لواجهة الجبل ، بالطريقة التي سبق لنا وصفها حين الكلام عن فعل الماء الجاري في الصحاري .