مفاهيم السـلطة الرابعــة
الاعلام له دور حيوي في عملية التنشئة والتطبيع الاجتماعي
الصباح :
ان المدينة المتغيرة والتقدم العلمي والتكنولوجي السريع في المجتمع الحديث يبرز اهمية الاعلام وضرورة احاطة افراد المجتمع علماً بما يجري منه من احداث وتطورات.ومع زيادة اعداد الجماهير اصبح من الصعب الاتصال المباشر بمصادر المعلومات والاخبار والحقائق ومن ثم اصبح لابد لوسائل الاعلام ان تلعب دورها وتقوم بواجبها،كذلك فان زيادة المعلومات ومصادرها وتعقد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وضيق وقت الافراد وعدم توافر الوقت الكافي للاطلاع والاحاطة بالمعلومات في المجتمع الحديث جعل مهمة فهم المشكلات ومعرفة الحقائق والاخبار والمعلومات امراً صعباً وعسيراً ولهذا تتعاظم اهمية الاعلام الحر الصريح الذي يساعد في التغلب على هذه الصعاب ويساعد الافراد على فهم الامور ومعرفة البيئة المحيطة بهم والتجاوب معهم.
لايمكن لجميع المواطنين في المجتمع ان يحيطوا بالنظريات الحديثة والاكتشافات العلمية والتقدم التكنولوجي في المصادر الاهلية لذلك فأن الاعلام يقوم بهذه المهمة باسلوب سهل ومفهوم وبالفاظ عادية غير مقننة وبعيداً عن المصطلحات العلمية المعقدة مع الاحتفاظ بالمعاني الاصلية.
ويلعب الاعلام دوراً مهماً في عملية التنشئة والتطبيع الاجتماعي للفرد بصفة عامة وتسهم وسائل الاعلام في الوحدة الثقافية والاجتماعية والتقريب بين طبقات المجتمع الحديث وتسهم في عملية النقل الثقافي بين الاجيال .
ان وسائل الاعلام الحديثة قربت مشارف الارض ومغاربها وشمالها وجنوبها واصبح العالم بموجبها عبارة عن قرية صغيرة تتأثر باحداث اي جزء آخر وتستجيب لها،ولايتيسر الاحاطة بهذا الا عن طريق وسائل الاعلام .
”الاعلام والعلاقات العامة“
يعتبر الاعلام احد ادوات تحقيق برنامج العلاقات العامة التي تؤمن بالمسؤولية لذلك لابد ان يهتم بابراز سياسة العمق والبناء والجدية وتبادل المعلومات الهامة والمجدية ونشر المعلومات الفنية والانسجام الاجتماعي.
ويقوم الاعلام الداخلي في مجال العلاقات العامة بدور فعال في تقديم الاخبار والمعلومات الى العاملين بالمؤسسة (او طلاب الجامعة اوالمدرسة واساتذتها او اطباء المستشفى وموظفيها )ويستخدم في ذلك جميع وسائل الاعلام المختلفة ،لذلك فأن الاعلام الخارجي في مجال العلاقات العامة يقوم بنشر الاخبار والمعلومات الدقيقة الصادقة على جماهير المؤسسة من المستهلكين او المساهمين او الموزعين او الجمهور العام عن طريق وسائل الاعلام المختلفة.
الاعلام والاعلان
تعد وسائل الاعلام الاداة التي يتم عن طريقها ابلاغ رسالة الاعلان ونحن نعلم ان الاعلان هو نشر المعلومات والبيانات عن السلع او الخدمات او الافكار في وسائل الاعلام المختلفة لخلق حالة من الرضا النفسي في الجمهور بقصد بيعها او المساعدة في بيعها او تقبلها او الترويج لها نظير دفع مقابل.
ولقد تطور الاعلان (في مجال العلاقات العامة بصفة خاصة) من مجرد اداة لزيادة الانتاج والتوزيع الى اعلام عن وظيفة المؤسسة في المجتمع والدور الذي تلعبه في الحضارة وذلك بغية كسب الرأي العام وهكذا اصبح الاعلان عن وظيفة هامة من وسائل العلاقات العامة من اجل التسويق وترويج المنتجات ومن اجل الاعلام وشرح وجهات نظر المؤسسة وتفسير سياستها واعمالها وبهذا اصبح اعلاناً اعلامياًُ.
الاعلام والدعاية
يقدم الاعلام حقائق مجردة بعضها سار وبعضها غير سار وليس للاعلامي غرض معين ينشره على الجمهور الا الاعلام في حد ذاته والافكار التي ينقلها الاعلامي تكون موضوعية تماماً.
اما في الدعاية فاننا نجد ان الداعية يستخدم حقيقة مجردة ويستغلها بطريق مباشر في تأييد وجهة نظره والقضية التي يعالجها ويهدف الداعية الى هدف معين وهو الترويج لفكرة او مذهب سياسي والاستحواذ على زمام فكر الافراد والجماعات او دفهم الى سلوك معين عقدت النية على تنفيذه( ولهم في الاصل الحرية في القيام به او عدم القيام به) وعلم النفس الاجتماعي يرى في الدعاية محاولة للتأثير في اتجاهات الناس وآرائهم ومن ثم في سلوكهم حيث تأخذ الوجهة التي يرغب فيها الداعية ويحدث هذا عن طريق الايحاء اكثر ممايحدث بواسطة الحقائق والمنطق وبهذا تصبح الدعاية نوعاً من الاعلام اذا قام بها رجال الاصلاح والدعوة والفكر لاجتذاب الافراد والجماعات الى مبادئ جديدة معتمد على الحقيقة.
سيكولوجية الاعلام
تعد عملية الاعلام عملية اتصال بين مرسل (الاعلام) ومستقبل (الجمهور) عن طريق وسيلة اعلامية(الصحيفة او الاذاعة او التلفزيون او السينما) تنتقل بواسطتها الرسالة الاعلامية (في شكل رموز لغوية ومصورة) من طرف الى آخر ويقوم الجهاز العصبي بالدور الرئيس في استيعاب الرسالة الاعلامية كونها مثيرا يستجيب له الافراد او الجماعات.
تتضمن الاستجابة للرسالة الاعلامية عمليات نفسية كثيرة فالرسالة الاعلامية (كمثير) لكي يستجيب لها المستقبلون الاستجابة المرجوة لابد ان تكون شيقة غير مملة تتناسب مع مكونات شخصية الفرد وتتفق مع طابع الشخصية والمجال النفسي الذي يعيش فيه الفرد والجماعة، والدوافع والغرائز والحاجات، والخبرة وحيل الدفاع والتعليم وغير ذلك من محددات الاستجابة ،كذلك فأن الاستجابة للرسالة الاعلامية تتوقف على ما اذا كانت الرسالة بسيطة او مركبة ،مباشرة او غير مباشرة، كافية ام غير كافية،واضحة او غامضة...الخ.
ونعرف ان من اهم عوامل الشخصية العوامل الجسدية والفسيولوجية،مثل الصحة والجهاز العصبي والحواس، والعوامل العقلية المعرفية مثل الذكاء والقدرات والتحصيل والاستعداد والتفكير والانتباه ،والعوامل الاجتماعية مثل المناخ الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية والمعايير والاتجاهات والادوار والعوامل الانفعالية مثل الثبات الانفعالي او عدمه او الحب والكره، ومن عوامل المجال النفسي الشخصيات سواء كانوا افراداً او جماعات والثقافة المادية وغير المادية، والبيئة السلوكية والجغرافية والاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك من عوامل مثل مراحل النمو والنضج النفسي والمهنة ومن العوامل المهمة والدوافع والغرائز والحاجات (الاولية والثانوية)مثل الحاجة الى الحب والانتماء والتقدير والنجاح والمركز والسلطة...الخ، والخبرة(تذكر الماضي وادراك الحاضر وتخيل المستقبل) والتعلم(والتعزيز) وحيل الدفاع الانسحابية مثل(التبريروالانكار والنكوص والنسيان) والعدوانية مثل (العدوان والاسقاط) والابدالية مثل(الازاحة والاعلاء والرمزية والتعويض) ومن العوامل الهامة ايضاً الصحة النفسية والتوافق النفسي ونظام التربية ومفهوم الذات...الخ.
عوامل نجاح الرسالة الاعلامية
يمكن تلخيص اهم عوامل نجاح الرسالة الاعلامية في اطار بعدها التأثيري على المستقبل ،بمايلي:-
1- التناغم او التشابه والمشاركة في الخبرات والصور لدى كل من المرسل (الاعلامي) والمستقبل(الجمهور)بما يكفل فهم الرموز ومعرفتها والاستجابة لها.
2- استثارة انتباه المستقبل،واستعمال رموز مفهومة.
3- ربط الرسالة الاعلامية بحاجات المستقبل مع اقتراح حلول مشبعة لها، بشرط الا تتنافى مع العادات والتقاليد والقيم والمعايير الاجتماعية.
4- مراعاة الحالة النفسية للمستقبل ومراعاة الدقة في اختيارالوقت المناسب والمكان الملائم والوسيلة المجدية حسب نوع وقدرة المستقبل.
5- الاهتمام باستعمال الالفاظ وتقديم الصور التي يستطيع المستقبل فهمها والاستجابة لها حسب اطاره المرجعي وخلفيته الاجتماعية والاقتصادية.
6- التخلص من عوامل التشويش التي تقف في سبيل التفاهم بين المرسل والمستقبل (ومن امثلة ذلك صعوبة فهم الرسالة الاعلامية او سرعة تقديمها او انعدام وسيلة نقلها...الخ).
و كل ذلك بحسب رأي الكاتبه في المصدر المذكور نصا و دون تعليق.