دراسة تؤكد: الإعلام البديل ضروري، لكنه يحتاج الكثير أرسل
عندما تحصل على سبق صحفي فعندئذ ستكون لديك الرؤية والمصداقية
تقرير: مارينا بيندريس - الصحفي العربي :
إن موضوع الإعلام البديل ربما يكون قد بدأ يصل إلى أعداد أكبر من الناس في أماكن كثيرة من العالم. ويشيرالإعلام البديل غالبا إلى المدوّنين (الأفراد أو المجموعات الصغيرة الذين يعلنون عن وجهات نظرهم على الإنترنت)ومغامري التصوير بالفيديو.
وقد جاء النقاش حول الاتصال والإعلام والمواطنة بالمدوّنين ومخرجي الأفلام مما يسمى بالإعلام البديل، كما جاءت بصحفيين ممن يعتبرون من الاتجاه السائد في الإعلام مثل بي بي سي.
وأضافت ميتال قائلة إن الإعلام البديل لا يعتبر عادة مناظرا لبي بي سي ومثيلاتها، لكن قوته قد ظهرت في مناسبات مثل جمع أدلة عن وحشية الشرطة على أهزة تصوير الفيديو في مؤتمر مجموعة الثماني في جنوا، ومن خلال الاعتراضات المنسقة عبر مواقع الإنترنت والهواتف المحمولة في مؤتمر الحزب الجمهوري بالولايات المتحدة. وتابعت:
"إن هناك مثلا إفريقيا يقول إنه حتى تستطيع الأسود أن تحكي قصصها فإن حكايات الصيد سوف تمجد الصياد دائما".
لكنها أقرت بأنه لا يزال هناك "حاجة حقيقية للصحافة الجيدة" في هذا العالم الجديد من الإعلام الشجاع.
وقد أكد نيك فريسر من بي بي سي إن الإعلام البديل ليس حلا. وأضاف: "في سبعينيات القرن العشرين كان هناك اعتقاد أن الفرد يمكن أن يخلق ثقلا موازنا لهيمنة الشمال على الإعلام. وأعتقد أن الحياة قصيرة للغاية على هذا.
وبدلا من هذا ينبغي أن نقوم بالتركيز على التوصل إلى برامج يمكن مشاهدتها عبر العالم".
ويقوم فريسر في الوقت الحالي بالعمل في عشرة أفلام عن الديمقراطية من عدة دول. وقد قام بالفعل بالعمل في الأفلام الأولى من الصين وأمريكا اللاتينية.
يقول فريسير: "إن الإنترنت يمكن أن يقدم حجما كبيرا من المعلومات، لكن الكثير من هذه المعلومات ينقصه المصداقية.
وفي عصر المعلومات هذا الذي نعيشه، تفشل الكثير من وسائل الإعلام في المستوى الأساسي. إننا في حاجة إلى إعلام صادق".
وقد كان هناك القليل من الاتفاق على أن الإعلام الصادق يشبه بالضرورة المجموعات الإخبارية مثل بي بي سي، وأن العالم ينبغي عليه أن ينظر إلى بي بي سي لكي تقدم صوتا موثوقا به لمن لا صوت لهم.
وقد بدأت وكالة أخبار الجزيرة كوجهة النظر العربية البديلة أمام الأخبار العالمية، لكنها الآن من بين أكثر من يقدمون الأخبار تأثيرا. وقد أضاف اليجاندرو كيرك من آي بي إس قائلا:
"لا يمكن عمل قصة إخبارية في الشرق الأوسط دون الرجوع إلى الجزيرة !!؛ فهم يقومون بسبق صحفي، وعندما يكون لديك سبق صحفي فعندئذ ستكون لديك الرؤية والمصداقية" !!.
وقد أقر بعض المنتمين إلى الإعلام البديل : بأن الجزء الصعب هو وصول الجماهير لأعمالهم.
فقد قال المخرج نعيم مهيمن، الذي يبحث فيلمه الوثائقي "اختفى في أمريكا" مسألة اعتقال المهاجرين المسلمين بعد الحادي عشر من سبتمبر، قال إنه لم يكن راضيا عن الجماهير التي استطاع أن يصل إليها من خلال التصوير في مهرجان أفلام أو من خلال البث في بعض محطات التليفزيون المحلية.
وقد قام بعد ذلك بإقامة معرض في متحف الملكات للفنون في نيويورك، فأبرز فيه صورا تتعلق بفكرة الفيلم. وأضاف:
"بعض الأشخاص شعروا بالاشمئزاز، لكن آخرين توقفوا أمامها، وهذا ما كنا نريده". لكن عدد الجمهورظل ضئيلا.
ومن جانبه قال المخرج المستقل أندر فلتشك إنه كان لديه صعوبات مماثلة في الوصول إلى جمهور من أجل فيلمه الوثائقي عن إندونيسيا، والتي تتخذ وجهة نظر ناقدة لسياسة الولايات المتحدة في هذا البلد.
وأضاف: "وقد افتتح الفيلم في مهرجان نيويورك المستقل للأفلام في عام 2004، وقد كانت الاستجابة النقدية إيجابية للغاية، لكننا لم نكن قادرين على إقناع الشبكات التليفزيونية بتوزيع الفيلم. إن الأمر صعب إذا كان الفيلم ينتقد السياسة الخارجية للولايات المتحدة".
وقد أكد فريسر إن الأمر ربما لا يمثل مشكلة بالضرورة، وتابع قائلا: "إنني أعتقد أنه قد أصبح من الأصعب اليوم إنتاج فيلم يحمل اسم ’أنا أحب جورج بوش‘."
وقد أثير موضوع الاتصال في بداية مؤتمر هلسنكي الذي نظمته الحكومة الفنلندية بالتعاون مع تنزانيا.
ويجتمع أكثر من 600 مشارك من المنظمات غير الحكومية من 70 دولة من أجل مؤتمر هلسنكي 2005 الذي يستمر لثلاثة أيام، وقد جاء المؤتمر تحت عنوان :
"حشد الإرادة السياسية"ويبحث المؤتمر عن طرق تحقيق عولمة أكثر شمولا وإنصافا".
وسوف يوجد في المؤتمر مسئولون من عدد من الدول لمتابعة توصيات المنظمات غير الحكومية.
وكل ذلك حسب معد التقرير: مارينا بيندريس .