العـمــود الديني :: قبـــــل الامتحــــــان ::

كان لى جار يحبه الجميع لدماثة أخلاقه وطيب أصله ولعلاقته الطيبة بربه

توفاه الله منذ فترة لمرض أصابه ولم يكن له شفاء على ما أعتقد

كان يبادر الجميع لزيارته سواء كانوا أقاربه أو معارفه أو جيرانه

وكل منهم كان يعتز جدا بمعرفة جارى هذا

وكان الحُزن يعتصرهم لوفاة هذا الجار الطيب

وكانت جنازته ما شاء الله يمشى فيها أطياف من البشر وهم ينعون هذا الطيب

لا أخفى عليكم أن قلبى انقبض فى لحظات معرفتى لخبر وفاة عزيز

وأجلس أتأمل وأحاسب نفسى ماذا سأفعل أن جاء هذا اليوم فجأة

نعم هى مجرد لحظة أوأقل وتنتهى علاقتنا بالحياة والأحياء

وسنفقد كل ما نعيشه .. كل ما نحبه .. وكل ما لا نحبه .. سنفقد كل شىء

الا شىء واحد تأكدت منه جدا جدا وجميعنا نعرفه

طبعا العمل الصالح

فهو السبيل الى نعيم الله فى جناته جميعنا وأياكم فيها

باذن الله

ما شجعنى على طرح ها الموضوع

هو تأملى الدائم فى كيفية ترك أثر طيب فى نفوس الجميع قبل الرحيل

سواء رحيل من مكان لمكان أو من الحياة للموت

فها هنا فى منتدياتنا العزيزه نفتقد أشخاصا كثيرون

منهم من نحبه فى الله لتميزه فى أشياء ربما لم يتميز الكثيرون منا بها

الا وهى التعامل الطيب والاخلاق الطيبة والعالية والتى حتما نشعر بها

من خلال كل ما يخطُه قلمه

وهناك أيضا من يرحل من المنتديات ولا يمكن أن نتذكره

فعدد العضويات كثيره وتتزايد كل لحظه بحمد الله

وربما تتشابه الاسماء والصور والاسلوب فى الطرح

لكن تبقى هناك ما تسمى روح العضو فقد يشعر بها البعض ممن لهم حاسه خاصه

تساعدهم على اكتشاف مدى صدق واخلاص واخلاق العضو الذى يتعامل معه

فحقا يمكن معرفة مزايا وعيوب بل وعقلية كل منا هنا من خلال قلمه

لنتحاور حول كيفية بناء شخصية يمكنها ترك أثر طيب فى نفوس من حولنا

فمثل تلك الشخصية نحتاجها جميعا خلال هذا الزمن الذى اندثرت فيه كل العوامل

التى تساهم فى بناء شخصيات مؤثره تأثيرا ايجابيا

فى عمله فيكون الأنشط والأفضل والذى يتقى ربه ويراعى ضميره

وفى بيته يعرف حقوقه وواجباته تجاه أسرته وتربية أبناءه تربية صالحة

فدائما أضع السبب الأول فى حُسن أو سوء تربية الأبناء هُم الوالدين

لكونهما يجبا أن يكونا القدوة التى يقتدى بها الأبناء

فى فنون التعامل الراقى وفى فنون الحياة الشريفة والتى لا يوجد بها

( نميمة ولا طمع ولا جشع ولا افتراء ولا تنصل من المسؤلية )

نحتاج من كل فرد من أن يجعل نفسه دائما بينه وبين نفسه

المتهم والقاضى ليحاسب نفسه قبل أن يترك تلك الحياة فجأة وقبل أن

يعرف مستواه الدنيوى هل سيؤهله للدرجات النهائية أو سيكون اخر الترتيب

لنتخيل فرحة المتفوق فى دراسته

وعلى العكس الراسب فى دراسته

للأسف نتعامل مع شتى أمور الحياة بتلقائيه وبلا مُبالاة

وكأننا مُخلدون أو معنا حصانة ضد الحساب أو واسطة تتوسط لنا

كما هو حال أمورنا الدنيوية !

نحتاج أن نتعامل بما يُرضى الله فى تناولنا ولو بيننا وبين أنفسنا

لماذا لا أحصل على مجموع قوى وبتفوق يؤهلنى لنيل الجائزة الالهية الخالدة

وهى جنة الخلد باذن الله ؟

الأمر ليس صعب فالمقبل على تحقيق حلم يرغبه يجتهد لأجله كما يقول الشاعر

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي - وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

أمر الموت أمر ليس بتلك الدرجة التى نعيشها جميعا من خوف ورعب

فقديما ونحن بالمدرسة كان الطالب الذى حفظ النص يجلس شامخا فرحا

لا يخاف عكس الطالب الذى لا يجهد نفسه ولا يحفظ وهو على استعداد

تام لقبول العقاب قبل حتى أن يدخل المدرس الفصل

ليسأل من منكم حفظ النص يا طُلابى الأعزاء

سؤال بسيط دائما اسأله لنفسى كثيرا :

دائما يكون المتفوق فى مجالات الدراسة أو العمل أو أى مجال

مُجرد شخص واحد !

لماذا لا يكون العدد الأكبر متفوق ولو بدرجات متفاوته ؟

لا أعتقد أن هذا ميراث ينتقل من جيل لجيل فى عالمنا العربى

فالغنى يتفوق والفقير يتفوق

وحتى الاخوه الاحباء ذوى الاحتياجات الخاصة بارك الله لنا فيهم

يتفوقون فى مجالات قد نراها نحن الأصحاء صعبه ولا يمكن النجاح أصلا فيها

تختلف الظروف ويختلف الاشخاص من شخص لشخص

ولكن تبقى أسباب مؤهله دوما للتفوق ربما لا يهتم بها البعض منا

الا وهى كمثال :

( التوكل على الله , اختيار وتحديد الهدف , الطموح , الاراده )

معذرة اخوانى الاعزاء

لم أخرج عن مقدمة موضوعى المتواضع

فكل الحروف تصب فى اتجاه واحد

بناء .. تأسيس .. تكوين

كلمه من بضعة حروف

العقــــل

فرغم تميزنا عن سائر المخلوقات بالعقل فمازلنا لم نفهم معنى الحياة

ولا سبب تواجدنا فيها وقد يتناسى هذا العقل البشرى

صاحب الفضل الأول لنا بعد الله عز وجل

فى تميزنا عن سائر الخلق

فى منحنا أرزاقنا دون شروط فالجميع يُرزق من خيره

فى منحنا تلك الخريطة التى توجهنا دوما للصواب

طبعا القرءان الكريم

الذى للأسف نبخل بقرءاة ولا بعض الايات كل يوم أو حتى كل فترة

رغم أن قراءة الحرف بسبع درجات أهناك أفضل من كرم الخالق ؟

ألا يستحق منا جل شأنه أن تذكره فى شتى أمور حياتنا

أخشى ان يكون البعض منا ينسى أن يُسمى الله قبل الأكل ويشكرُه بعد الأكل !.

أتمنى من الله أن يترك كل منا أثر يبقى خالدا فى قلوب الجميع

فكلما تذكرت فلانا صاحب الأوصاف النقية والنادره حاليا

أقول بقلب صادق لربى ورب الناس أجمعين :

اللهم يا حنان يا منان يا واسع الغفران ..

اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله واغسله بالماء و الثلج والبرد

ونقه من الذنوب كما ينقى الثوب الابيض من الدنس يا رب العالمين.