في تقرير مثير للجدل أعدته كلية الاقتصاد بلندن، بين الباحثون أن استخدام المراهقين للانترنت في منازلهم له مخاطر لا يدركها الأهل ولا يحتاطون منها. فالدراسة، التي أطلق عليها اسم «الأطفال البريطانيون على الإنترنت» ومولها مجلس الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، شملت 1511مراهقا و906 من الآباء، وجدت أن 79 % من الأطفال الذين شملتهم الدراسة يستخدمون الإنترنت من دون الخضوع لأي رقابة. وبينت أن57 % من المراهقين البريطانيين (أعمارهم ما بين 9 و19 عاما) اطلعوا على مواقع إباحية، في الوقت الذي يعتقد فيه 16 % فقط من الآباء أن أطفالهم تصفحوا مواقع إباحية. وقد تبين أن أغلبهم تصفحها بطريق الصدفة عن طريق النوافذ المزعجة التي تظهر فجأة أمام المستخدم ومن خلال دعايات تظهر في صفحات البحث. وقالت الباحثة سونيا ليفنجستون، من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في لندن: «صدمت لأن عددا من الآباء لا يعرفون ما يتعين عليهم فعله على شبكة الإنترنت، لاعتبارهم لها كوسيلة إيجابية، فهم لا يدركون مخاطرها. بل يميل البعض إلى القول ان أطفالي يعلمون أكثر مني في هذا الشأن.».
وسيلة للتواصل
وأظهر التقرير أن معظم الأبناء الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و19 عاما يستخدمون الإنترنت بصفة منتظمة قد تكون مرة أسبوعيا على الأقل، لكن ضمن عدد ساعات معتدلة. وأظهرت الدراسة أن 21 % فقط من الأطفال يدخلون إلى غرف الحوار عبر شبكة الإنترنت، فيما تفضل الغالبية برامج التراسل الفوري. وأضافت ليفنجستون:
«يفضل الأطفال والمراهقون إجراء محادثات على الشبكات الخاصة، حيث يعرف جميع المشاركين بعضهم البعض. فلا يفضلون أن يجروا محادثات مع غرباء وهو أمر جيد و آمن جدا لهم. ولكن وجد أن الأطفال يميلون إلى تسجيل معلوماتهم الشخصية بدقة عند سؤال البرامج عنها، حتى يتاح لهم تحميل الأغاني أو الألعاب أو ما يريدون من برامج. وكما نعلم، فتسجيل المعلومات الشخصية في صفحات غير محمية، يمثل خطرا لهم و لآبائهم.
ما يريده الآباء
وحول ردة فعل الأبناء، فقد أشاروا إلى خوفهم من ردة فعل الآباء إذا أبلغوهم بتجاربهم السيئة على شبكة الإنترنت، كان يسبب ذلك حظر استخدام الإنترنت أو نوعا آخر من العقاب المبالغ فيه. وعليه، شددت الدراسة على حاجة الآباء لمزيد من التوعية حول مزايا وعيوب وما يمكن ان يواجهه أطفالهم من خطر عبر شبكة الإنترنت. بالإضافة إلى اتباع أسلوب المصارحة والشفافية، فالأطفال ليسوا المذنبين في وجود مواقع إباحية أو غير محمية أو بوجود الخطر، لكنهم يحتاجون الى الإبلاغ بما يشعرون بأنه يمثل تجربة سيئة.
وعلى الرغم من تقديم شركات خدمات الإنترنت النصح فيما يتعلق بسلامة الأطفال على الإنترنت، لا يزال العديد لا يعرف كيفية التعامل مع المحتوى غير المرغوب فيه إذا ظهر أمامه. ويبين الجدول التالي اقتراحات الآباء حول الإجراءات التي يريدون توفرها من قبل شركات الانترنت.