(العام والخاص ووسائل الإعلام) فكرته تدور حول اقتراب وسائل الإعلام من الحياة الخاصة والعامة للمشاهير، ولاسيما الساسة، وكيف كان أثر ذلك في مجريات حياتهم، أو افتراض ما سيحدث لو كانت هناك وسائل إعلام بقوة اليوم، والحديث هنا عن فترات سابقة في القرن العشرين، وكان التركيز في غالبه على السلوك الجنسي والإدارة المالية والأسرية للشخصيات مثل روزفلت وتشرتشل ولويد جورج وماكميلاند وكليمت أتلي وويلسون وغيرهم، من طريف ما ذكر في المقالة أن الرئيس الأمريكي روزفلت كان معوقاً، فلو كان الإعلام التقط له صوراً على الكرسي المتحرك في ذلك الوقت لما نجح في الرئاسة.
موضوع المقال جيد وإن كان قد طرق أكثر من مرة، لأننا أصبحنا فعلا نقف كثيراً أمام هذه القضية، وإلى أي حد يمكن أن يقف الإعلام ما بين العام والخاص في حياة الناس، لأننا ندرك أن خصوصية الناس حق لهم، واقتحامها يعد تعدياً عليها، وهذا ما نلاحظه في أيامنا هذه، حيث يتم تناول قضية تتعلق بسياسي أو فنان أو لاعب.... إلخ، وتحلق بالآفاق، متناسين الضرر الأدبي والنفسي الذي قد يقع على كاهل الشخصية وأسرته، إذا بالطبع إذا افترضنا صحة ما كتب، لأن الإفتراء أحيانا يفوق الوصف، أو أن وسيلة الإعلام تتمادى بصورة ثقيلة، مثلا قرأت خبراً في مجلة حول فنان شوهد على مدرجات كرة القدم وزوجته في المحكمة تطلب الطلاق، هنا يحق لنا أن نتساءل ما يهمنا نحن، وما المشكلة التي يريد أن يصل إليها الكاتب، ثم إن هذه مشكلة أسرية خاصة يجب أن نحترم مشاعر أطرافها.
كثيرٌ ما يتم الحديث عن خصوصيات الآخرين من باب السبق الإعلامي، وهذا كلام عليه أكثر من ملاحظة وعلامة استفهام، فالسبق لا يكون على حساب الناس وإلحاق الضرر منهم ولاسيما المشاكلات الأسرية الخاصة، فقد يزيد التسليط الإعلامي من حدة المشكلة ويمنع كل سبل الحلول عنها.