التغليب ╣☼╠
في قوله تعالى « و للّه يسجد ما في السموات وما في الأرض ....... »
فقد أتى بلفظ ما الموصولية في قوله ما في السموات وما في الأرض للتغليب
لأن ما لا يعقل أكثر ممن يعقل في العدد والحكم للأغلب
وما الموصولة في أصل وضعها لما لا يعقل كما أن من موضوعة في الأصل لمن يعقل وقد تتخالفان ،
ومن استعمال « من » لغير العاقل في الشعر قول العباس بن الأحنف :
أسرب القطا هل من يعير جناحه لعلّي الى من قد هويت أطير
فأوقع من على سرب القطا وهو غير عاقل
وقول امرؤ القيس :
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي وهل يعمن من كان في العصر الخالي
فأوقع من على الطلل وهو غير عاقل.
و فيما يلي ضابط هام نوجزه فبما يلي :
- قد تستعمل « من » لغير العقلاء في ثلاث مسائل :
آ- أن ينزل غير العاقل منزلة العاقل كقوله تعالى :
« و من أضل ممن يدعو من دون اللّه من لا يستجيب له الى يوم القيامة »
وقول امرئ القيس السابق.
و كذلك قول العباس بن الأحنف السابق الذكر.
فدعاء الأصنام التي لا تستجيب الدعاء في الآية الكريمة
ونداء الطلل والقطا في البيتين سوغا تنزيلها منزلة العاقل إذ لا ينادى إلا العقلاء.
ب- أن يندمج غير العاقل مع العاقل في حكم واحد
كقوله تعالى :
« أ فمن يخلق كمن لا يخلق »
وقوله « ألم تر أن اللّه يسجد له من في السموات ومن في الأرض » .
ح- أن يقترن غير العاقل بالعاقل في عموم مفصل كقوله تعالى :
« و اللّه خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه
ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع »
فالدابة تعم أصناف من يدب عن وجه الأرض وقد فصلها على ثلاثة أنواع.
- وقد تستعمل *ما* للعاقل إذا اقترن العاقل بغير العاقل في حكم واحد كما في الآية المتقدمة.
« و للّه يسجد ما في السموات وما في الأرض ....... »
لا تنسونا من صالح الدعاء