المؤتمر الاستعراضي القادم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية
المؤتمر الاستعراضي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية
سيعقد المؤتمر الاستعراضي القادم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بين 3 و 28 مايو/أيار 2010 في نيويورك. إنه موعد بالغ الأهمية بالنسبة للنظام العالمي لعدم انتشار الأسلحة النووية.
زيارة خبراء إلى المفاعل النووي G2 السابق في ماركول. وجاءت الزيارة في أعقاب خطاب لرئيس الجمهورية ،القاه فى شيربورج 21 مارس/آذار الماضي حيث دعا فيه المجتمع الدولي إلى التحرك نحو نزع السلاح قبل إجتماع مؤتمر استعراض معاهدة عدم الانتشار في عام 2010 Crédit : Christophe Petitot/CEA
وتحشد فرنسا كل طاقاتها للمساهمة في إنجاح هذا الحدث. وعلينا اغتنام هذه الفرصة للتقدم نحو عالم أكثر أمنا، يسمح بتحقيق كافة الأهداف التي حددتها معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، سواء أتعلق الأمر بعدم الانتشار أو نزع السلاح أو ولوج الاستعمالات السلمية للطاقة النووية. علينا أن نشيد نظاما نوويا جديدا، قائمًا على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وعلى وقائع عالمنا الحالي. وفرنسا ستكون المحامية الحازمة في ذلك.، خلال شهر مايو/أيار 2010 في نيويورك وما بعده.
لحظة حاسمة بالنسبة لنظام عدم الانتشار النووي
يتزامن انعقاد المؤتمر الاستعراضي القادم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. مع لحظة حاسمة بالنسبة لنظام عدم الانتشار النووي، ومع تحديات كبرى ولكن أيضا مع فرص حقيقية:
· التحديات الكبرى: أزمات مستمرة للانتشار النووي، في إيران وكوريا الشمالية ؛ التهديد من وقوع سلاح أو مواد نووية أو إشعاعية في أيدي إرهابيين ؛ إحتمال أن يتسم رد فعل المجتمع الدولي بالضعف الكبير أمام هذه التحديات التي تقوض نظام عدم الانتشار النووي وتهدد الأمن الدولي والأمن الإقليمي أيضا، بشكل خطير.
· لكن هناك أيضا، آمال متعددة: آمال في تحقيق تقدم هام في مجال نزع السلاح، مع توقع الوصول إلى اتفاق جديد بشأن تقليص الترسانات الهجومية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا، وتوقع تصديقات جديدة على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (TICE) وإطلاق التفاوض المأمول حول معاهدة جديدة لنزع السلاح النووي، تحظر إنتاج المواد الانشطارية لأغراض صنع الأسلحة النووية (معاهدة وقف الإنتاج - "Cut off" ). الأمل في أن تسمح لنا الطاقة النووية المستعملة لأغراض مدنية بمواجهة الاحتياجات الكبيرة للبلدان النامية من الطاقة، وأن تساهم بشكل أساسي في التنمية المستدامة وأمن الطاقة.
ويعتبر المؤتمر الاستعراضي في مايو/أيار 2010 فرصة حقيقية ليصبح العالم الذي هو في طور البناء والتشييد عالما يخيم فيه الأمن الجماعي والاستقرار والرفاهية.
تلتزم فرنسا بنجاح المؤتمر الاستعراضي
بالنسبة لفرنسا، تعتبر معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية أداة أساسية للأمن الجماعي. ومن مصلحة الجميع مساندتها، والحفاظ عليها كاملة وتعزيزها. وأمام التحديات التي يواجهها نظام عدم الانتشار النووي اليوم، علينا أن نعمل جميعا من أجل عالم أكثر أمانا، يسمح ببلوغ جميع أهداف المعاهدة، بالتوفيق بين الأمن والاستقرار والرفاهية. ولن يتم ذلك إلا بتحقيق التقدم في تنفيذ الجوانب الثلاثة الأساسية للمعاهدة، وهي: عدم الانتشار ونزع السلاح واستعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية.
وفرنسا ملتزمة باكامل لمصلحة إنجاح المؤتمر الاستعراضي في مايو/أيار 2010. فهو يعتبر مرحلة مهمة في إطار جهود المجتمع الدولي لتعزيز النظام العالمي لعدم الانتشار النووي ونظامنا للأمن الجماعي.
وينبغي أن تكون الأولوية لهدفنا في تقوية الدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، في ظرف تعاني فيها المعاهدة من الوهن وتواجه فيها بعض التحديات.
كما يجب أن يكون المؤتمر الاستعراضي فرصة لإظهار نجاعة وأهمية معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، أي قدرتها على الرد الملموس على التحديات الحالية الأكثر إلحاحًا، وتقوية المعاهدة. وعلينا اغتنام فرصة انعقاد المؤتمر الاستعراضي لتقديم أجوبة على تحديات هذه "الحقبة النووية" الجديدة التي ندخل فيها. وفرنسا مستعدة، من جهتها، للتقدم في جميع المجالات، بطموح وعزم وبراغماتية.
وتتمنى فرنسا أن يكون المؤتمر الاستعراضي لسنة 2010 فرصة لاعتماد خطة عمل تتضمن، بشكل متوازن،اقتراحات ملموسة وواقعية في جميع مجالات المعاهدة (عدم الانتشار، نزع السلاح، استعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية). وقدمت فرنسا، مع شركائها في الاتحاد الأوروبي اقتراحات في هذا الصدد. ويتعلق الأمر ببرنامج طموح ويمكنه أن يجعلنا نتقدم فعليا نحو عالم أكثر أمانا.
كما أن علينا تعزيز المعاهدة مع تحديد واضح لشروط الانسحاب، والرد على الأوضاع الإقليمية، لا سيما في الشرق الأدنى والشرق الأوسط، حيث يجب أن تقدم من أجل تنفيذ القرار الخاص بالشرق الأوسط المعتمد خلال مؤتمر 1995 للدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لاستعراضها وتمديدها.
بخصوص جميع هذه المواضيع، فإن القرار 1887 المعتمد بالإجماع من طرف مجلس الأمن، في اجتماعه بتاريخ 24 سبتمبر/أيلول 2009 على مستوى رؤساء الدول والحكومات، يشكل لبنة مهمة في عملية التحضير للمؤتمر الاستعراضي. فهذا القرار على قدر التحديات الكبرى التي تعترض اليوم النظام العالمي لعدم الانتشار النووي ويرسم خارطة طريق طموحة للرد عليها.
