القول القويم في تضعيف حديث حفر يأجوج ومأجوج كل يوم
-------------
قال الامام الوادعي في كتابه احاديث معلة ظاهرها الصحة 456- قال الإمام أبو عبدالله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1364): حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ:
(إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَدًا فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ حَفَرُوا حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَاسْتَثْنَوْا فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَيُنْشِفُونَ الْمَاءَ وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ فَيَقُولُونَ قَهَرْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ دَوَابَّ الْأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكَرُ شَكَرًا مِنْ لُحُومِهِمْ
الحديث رواه الإمام أحمد فقال: حدثنا روح، حدثنا سعيد بن أبي عروبة به .
الحديث بسند الإمام أحمد رجاله رجال الصحيح، ولكن إليك ما قاله الحافظ ابن كثير (ج3ص105) قال رحمه الله :و إسناده جيد قوي،ولكن متنه في رفعه نكارة(1) ،لان ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه و لا من نقبه لإحكام بنائه وصلابته وشدته،ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل فيقولون:غداً نفتحه، فيأتون من الغد وقد عاد كما كان ،فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون كذلك،فيصبحون وهو كما كان، فيلحسونه ويقولون:غدا نفتحه ويلهمون أن يقولون : إن شاء الله)فيصبحون وهو كما فارقوه،فيفتحونه،وهذا متجه،ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب، فانه كان كثيراً ما كان يجالسه ويحدثه،فحدث به أبو هريرة فتوهم بعض الرواة عنه انه مرفوع فرفعه والله اعلم.
ثم قال رحمه الله :ويؤيد ما قلناه من أنهم لم يتمكنوا من نقبه و لا نقب شيء منه،ومن نكارة هذا المرفوع، ثم ذكر الحديث المتفق عليه من حديث زينب
لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحَلَّق، قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث)).
(1) قلت :اخرجه ابو يعلى موقوفا على ابي هريرة فقد الحافظ بن حجر في في المطالب العالية (4653):- (( وقال أبو يعلى ، حدثنا عبد الله بن معاوية ، حدثنا حماد ، عن عاصم ، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم )).انتهى كلام الحافظ.
واسناده صحيح موقوف وهو الارجح.
ثم وجدت في كتاب الضعفاء للعقيلي (853)حدثنا على بن عبد العزيز قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد عن عاصم عن أبى صالح عن أبى هريرة قال يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم السد وذكر الحديث مثله قال وحدثنا حماد عن قتادة عن أبى رافع عن أبى هريرة بنحوه(1) غير أنه قال يرمون في السماء فترجع قبالهم مخضبة بالدماء فذكر الحديث حديث حجاج أولى
(1)قلت : اسناده صحيح موقوف فعلي بن عبد العزيز: هو البغوي، وهو إمام مشهور ثقة حافظ وحجاج هو حجاج بن منهال وهو ثقة فاضل من رجال الشيخين وحماد وهو حماد بن سلمة الامام المشهور.
ويؤيد أنه مأخوذ من كعب الاحبار أنه روي عن كعب من قوله
ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/461 عن كعب ، ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.